كيف أتخلص من رهاب الزواج؟

يتساءل الكثيرون عن كيف أتخلص من رهاب الزواج؟ ولكن للتعرف على كيفية علاج ذلك يجب عليك معرفة أن رهاب الزواج هو مصطلح يطلق على إصابة بعض الأفراد بالخوف من الدخول في علاقات عاطفية أو الزواج من شركائهم مما يؤثر بشكل كبير في جودة الحياة.

وفي هذا المقال سنتعرف على أسباب رهاب الزواج وكيفية التعامل معها.

هل الخوف من الزواج أمر طبيعي؟

نعم، الخوف من خطوة الزواج أمر طبيعي سواء للرجل أو الأنثى حيث أن الزواج يعني تحمل المسؤولية وليس فقط مسؤوليتك أنت وشريكك ولكن المنزل وتربية الأبناء تربية سليمة مما يزيد الضغط على الطرفين ويثير الخوف والقلق.

لكن الخوف المرضي الذي يؤثر في أخذ الخطوة أو التفكير في الزواج أو يعطل التقدم في الحياة هو أمر ليس طبيعيًا ويجب الذهاب إلى معالج نفسي لمعرفة الأسباب وراء ذلك الشعور ومحاولة علاجه.

لا يمنع رهاب الزواج من الوقوع في الحب إنما يمنع من الالتزام بعلاقة الحب وأخذ خطوة الزواج، مما يؤثر على جودة الحياة وصعوبة الحفاظ على العلاقات العاطفية.

ما أسباب رهاب الزواج؟

تختلف العوامل المسببة للشعور برهاب الزواج من شخص إلى آخر ومنها:

التجارب السابقة: مرور الفرد بتجارب قاسية في الارتباط أو الزواج تجعل من الصعب عليه إعادة التجربة مرة أخرى والشعور بالخوف من الفشل عند التفكير في الأمر مجددًا.

الخوف من المسؤولية: خوف الفرد من الالتزام والقيام بأداء مسؤوليات الزواج الكثيرة تجعله يصاب برهاب الزواج لعدم قدرته على أخذ القرارات المصيرية أو حدوث تغيرات كثيرة في حياته.

التعلق المفرط بالعائلة: الخوف من فقدان العائلة أو القلق من أن الروابط العائلية ستضعف مع زواج الفرد تجعل من الصعب عليه التخلي عن عائلته وتجربة بناء عائلته الخاصة.

الحاجة إلى الاستقلالية: فقدان الشعور بالحرية والنظر إلى الزواج على أنه سجن.

العوامل الوراثية: بعض الأمراض النفسية التي يمكن أن تتوارث مثل القلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض تزيد من نسبة الإصابة برهاب الزواج.

المشاكل العائلية: تربية الطفل في صراعات عائلية وسوء معاملة الأب للأم تجعل من الصعب على الطفل حين يكبر أن يغير صورة الزواج التي تربى عليها والشعور بالخوف الدائم من إعادة نفس المعاناة.

ما هي أعراض رهاب الزواج؟

تختلف الأعراض في شدتها من شخص إلى آخر ولكن عندما يشعر الفرد بالهلع الشديد لمجرد التفكير في حياته الزوجية أو اقتراب زواجه يكون ذلك من أعراض إصابة الشخص برهاب الزواج، ومن الأعراض الأخرى:

القلق المستمر: عند التفكير في الزواج يشعر الفرد بالقلق الشديد الذي يمنعه من أداء حياته بشكل طبيعي ويكون من أكبر العلامات التي تدل على الإصابة بفوبيا الزواج.

الابتعاد عن الارتباط العاطفي: تجنب الدخول في علاقات عاطفية أو إنهاء العلاقات عندما يبدأ الاقتراب من فكرة الزواج وتحمل المسؤولية.

الأفكار السلبية: تملك الأفكار السلبية من الشخص وسيطرتها عليه وشعور الفرد بالشكوك الدائمة بعدم أهليته لإنجاح الزواج أو الشعور بعدم وجود توافق مع الشريك.

الشعور أن الزواج تهديد: شعور الفرد أن الزواج سيفقده حريته أو أن الزواج سيحصره في دور ليس مهيأ له مما يجعل الفرد يبتعد عن الفكرة.

الأعراض الجسدية: قد يكون رهاب الزواج مصاحبًا لعدة أعراض جسدية مثل الدوخة، الاختناق، الاضطرابات في الجهاز العصبي، زيادة معدل ضربات القلب، الصداع، التعرق المفرط، واضطرابات في النوم وغيرها من الأعراض.

العزلة: حاجة الشخص للانعزال عن جميع العلاقات العاطفية في حياته وتجنب التحدث عن الزواج بأي شكل وتجنب الأنشطة التي تجمع بينه وبين أشخاص آخرين، والإحساس دائمًا أنه بحاجة للهرب والتقوقع على ذاته من أهم أعراض الإصابة برهاب الزواج.

مضاعفات رهاب الزواج

عند عدم التعامل مع أعراض رهاب الزواج منذ البداية يؤدي ذلك إلى حدوث بعض المضاعفات التي تؤثر على شتى جوانب حياة الفرد سواء العاطفية، الاجتماعية، النفسية، وأحيانًا المهنية، لذا يجب الذهاب إلى معالج نفسي عند ملاحظة أحد الأعراض السابق ذكرها والتي تدل على إصابة الفرد برهاب الزواج، ومن المضاعفات الوارد حدوثها:

الاكتئاب: زيادة الاضطرابات النفسية المصاحبة لرهاب الزواج وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب ومراودة الأفكار الانتحارية لإحساس الفرد بالفشل في حياته العاطفية وعدم القدرة على التقدم.

الانعزال الاجتماعي: الابتعاد عن الأهل والأصدقاء والأشخاص المحتملين للزواج من الشخص وتجنب التعامل مع الآخرين أو فتح مجال لمناقشة أو ذكر فكرة الزواج.

عدم القدرة على بناء علاقات: يسيطر رهاب الزواج على الأشخاص بشكل كبير مما يجعلهم غير قادرين على بناء علاقة عاطفية صحية أو حتى الابتعاد عن فكرة بناء علاقات بشكل نهائي لشعورهم أنهم لا يستطيعون الالتزام بها.

التردد في اتخاذ القرارات الهامة: يجعل رهاب الزواج الأشخاص مترددين في الأمور المختلفة وعدم قدرة الأشخاص على اتخاذ بعض القرارات لسيطرة القلق عليهم وحاجتهم في الابتعاد عن الزواج بأي شكل.

التأثير الجسدي: من الطبيعي أن يسبب التفكير الكثير والخوف المستمر الشعور بالتعب والإجهاد النفسي والجسدي وتطور بعض الأعراض مثل متلازمة الصداع للشخص أو الإصابة بأمراض مناعية.

الضغط الاجتماعي: بعض المجتمعات تنظر إلى الزواج كصورة من صور النجاح وبالتالي ينظرون إلى الشخص الذي يبتعد عن فكرة الزواج كأنه فاشل مما يزيد الضغط على الفرد.

التأثير المهني: كثرة التفكير والشعور بالقلق يؤثر على الإنتاجية في العمل وكذلك الانعزال عن بيئة العمل وعدم التعامل مع زملاء العمل بشكل طبيعي ويؤثر ذلك على جودة الحياة المهنية بشكل عام.

نصائح للتعامل مع فوبيا الزواج

في حالة إصابتك بفوبيا الزواج إليك بعض النصائح التي يجب عليك اتباعها للتعامل بشكل سليم ومحاولة السيطرة عليها:

التوجه إلى العلاج النفسي لمعرفة السبب وراء إصابتك برهاب الزواج ومحاولة معالجته بشكل صحيح وخاصة في حالة كان يؤثر بشكل سلبي على جودة حياتك.

الالتزام بالمنهج العلاجي المتبع من أدوية أو أنشطة تخفف من حدة أعراض الرهاب.

العمل على تسجيل جميع الأفكار التي تأتيك حول الزواج والمخاوف التي لديك يساعد بشكل كبير في فهم أسباب الإصابة وبالتالي اختيار السبيل الأمثل لمعالجة الأمر.

فكر بشكل واضح عن احتياجاتك وعن أسباب خوفك من تجربة الزواج بشكل عام.

من الطرق التي قد تساعد في تخفيف أعراض التوتر والخوف من فكرة الزواج هو القيام ببعض التمارين الرياضية التي تعمل على استرخاء الجسم وتقليل الإجهاد والضغط على المخ مثل اليوغا والتأمل.